يمكنك التواصل مع إدارة الموقع عبر البريد الالكتروني: [email protected]
موجة قتل طائفي في ريف حمص تودي بحياة ثمانية علويين خلال ثلاثة أيام

موجة جديدة من أعمال القتل الطائفية تضرب وسط سوريا.. مقتل ثمانية من الطائفة العلوية خلال ثلاثة أيام
مقالة من The Cradle Media
يشهد ريف حمص وسط سوريا موجةً من العنف الطائفي، سواء من خلال هجمات نفذها مسلحون مجهولون استهدفت أبناء الطائفة العلوية، أو عبر حالات التعذيب والقتل داخل السجون الحكومية التي راح ضحيتها علويون أيضًا.
ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد قُتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص خلال الأيام الثلاثة الماضية في المحافظة، بينهم سبعة على خلفيات طائفية، إضافة إلى امرأتين.
وأوضح المرصد أن 359 شخصًا قُتلوا في حمص منذ بداية العام، نتيجة الفوضى التي تعيشها المدينة منذ وصول القيادي السابق في تنظيم القاعدة، أحمد الشرع، إلى الحكم في دمشق.
وقال المرصد: “هذه التطورات، إلى جانب استمرار الصمت الرسمي، تثير مخاوف متزايدة من اتساع الشرخ الطائفي وتهديد ما تبقّى من النسيج الاجتماعي في المدينة.”
في 16 أكتوبر، هاجم مسلحان ملثمان صالون حلاقة في قرية المخطبية بمنطقة تلكلخ في ريف حمص، وألقيا قنبلة يدوية داخل المحل قبل أن يلوذا بالفرار على دراجة نارية باتجاه منطقة البرج. أسفر الهجوم عن مقتل شخصين (أحدهما سني والآخر علوي)، فيما أُصيب صاحب الصالون، والد ميرا ثابات، الفتاة العلوية التي أثارت ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي بعد اختفائها لفترة قصيرة وظهورها لاحقًا في مقطع فيديو تقول فيه إنها هربت وتزوجت من شاب سني.
كان والدها قد قال في وقت سابق إن ابنته خُطفت وأُجبرت على الزواج.
كما أفاد المرصد أن رجلًا وزوجته قُتلا في 16 أكتوبر على يد مسلحين يستقلان دراجة نارية أثناء وجودهما في متجرهما بحي كرم الزيتون في حمص، رغم أن المنطقة محاطة بنقاط تفتيش تابعة للأمن الداخلي، إلا أن المهاجمين تمكنوا من الفرار دون اعتراضهم.
وفي 18 أكتوبر، أُصيب رجل علوي في الخمسين من عمره وابنه برصاص مسلحين مجهولين أثناء عملهما في كشك قرب سوق وادي الذهب في حمص، وتوفي الأب لاحقًا متأثرًا بجراحه.
كما أفاد أرشيف العدالة السوري في 19 أكتوبر بمقتل ثلاثة أشخاص، من بينهم رجل وزوجته من الطائفة العلوية، في إطلاق نار نفذه مسلحون مجهولون يستقلون دراجة نارية، وهم إبراهيم صالح العلي، وزوجته سعاد ونّوس، ورجل آخر يُدعى راجح عقّول، وذلك في متجرهم على طريق باب الدريب في حمص.
وفي اليوم السابق، فُقد رجل علوي يُدعى هجمت تيسير إدريس في ريف حمص الغربي وسط مخاوف من اختطافه، حيث وُجدت شاحنته البيضاء لاحقًا فارغة وأبوابها مفتوحة على طريق الحوز – القرنية.
وحذر المرصد من تصاعد هجمات الثأر الطائفي في ظل استمرار الإفلات من العقاب.
كما ذكر المرصد أن 62 معتقلًا، معظمهم من أبناء حمص، قُتلوا تحت التعذيب في السجون الحكومية منذ سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وأن معظم الوفيات ذات دوافع طائفية.
ومن بين القتلى طارق حبيب إسمندر، وهو ضابط سابق في الجيش السوري، اعتُقل في مايو وتوفي في السجن يوم السبت دون أن يُعرض على أي محكمة.
وجاء في شهادة وفاته أنه توفي بأزمة قلبية، وهي الصيغة التي تعتمدها السلطات السورية لتبرير جميع الوفيات داخل السجون، بغض النظر عن عمر الضحية أو ظروف وفاته.
وفقًا لأرشيف العدالة السوري، أفاد عدد من سكان المنطقة الساحلية في سوريا بأن السلطات السورية ترفض إصدار شهادات وفاة للمعتقلين الذين توفوا بعد اعتقالهم، أو لأولئك الذين قُتلوا في المجازر المروّعة التي استهدفت أبناء الطائفة العلوية على الساحل في شهر مارس/آذار، ما لم يُذكر في التقارير الطبية الرسمية أن سبب الوفاة هو “نوبة قلبية.”
وفيما يتعلق بعمليات قتل العلويين داخل السجون، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن مرتكبي هذه الجرائم ما زالوا بمعظمهم دون محاسبة، باستثناء حالات نادرة جدًا.
وحذّر المرصد السلطات في دمشق من “الاستمرار في اتباع نهج النظام السابق”، داعيًا إلى محاسبة جميع المسؤولين عن هذه الجرائم دون تمييز على أساس الطائفة أو الانتماء.
