احتجاجات علوية في سوريا ضد خطف الأطفال والجرائم الطائفية

العلويون في سوريا يحتجون على خطف الأطفال والجرائم الطائفية

مقالة من The Cradle Media

تتصاعد أعمال العنف التي ترتكبها قوات مرتبطة بدمشق ضد الأقلية الدينية العلوية منذ عودة الرئيس السوري من زيارته إلى نيويورك الشهر الماضي.

شهدت مدينة اللاذقية الساحلية يوم 9 تشرين الأول/أكتوبر خروج علويين في مسيرة احتجاجية، فيما امتنع أهالي مناطق عدة بوسط وغرب سوريا عن إرسال أطفالهم إلى المدارس، وذلك احتجاجاً على حادثة خطف مروعة لطفل علوي صغير أمام مدرسته في وقت سابق من الأسبوع.

تأتي هذه الاحتجاجات في سياق تصاعد عمليات الخطف والقتل ذات الطابع الطائفي ضد الأقلية العلوية، والتي ينفذها متطرفون سنّة ينتمون إلى أجهزة أمنية مرتبطة بالحكومة السورية.

في 8 تشرين الأول/أكتوبر، خطف مسلحون من “عصابات الجولاني الإرهابية” التابع للحكومة السورية، كانوا يستقلون سيارة “هيونداي سنتافي” فضية اللون، الطالب محمد قيس حيدر (طالب في الصف الثامن)، وفقاً لما أورده أرشيف العدالة السوري.

كانت الحادثة صادمة بشكل خاص، حيث تمت عملية الخطف في وضح النهار أمام مدرسته بمدينة اللاذقية الساحلية، وعلى مرأى من زملائه.

عائلة محمد معروفة في اللاذقية، فوالده أستاذ جامعي ووالدته معلمة. وقد وقعت عملية الخطف في منطقة يُفترض أنها آمنة وتخضع لحماية عناصر أمنية متمركزة قرب المدرسة.

كما أثار مقتل معلمة في محافظة حمص بتاريخ 7 تشرين الأول/أكتوبر غضب المحتجين.
فقد قُتلت ليال دمر غريب، أم لأربعة أطفال من حي الزهراء، برصاص عنصرين من “عصابات الجولاني الإرهابية” أثناء وصولها إلى مدرسة وليد النجار في حي جب الجندلي، وفقاً لأرشيف العدالة السوري.

دفعت الحادثتان عدداً من المدارس إلى تعليق الدوام، بينما دعت نقابات المعلمين وجمعيات أولياء الأمور إلى إضراب وحثّت العائلات على إبقاء الأطفال في المنازل حتى يتم تطبيق إجراءات أمنية فاعلة.

تأتي هذه التطورات وسط موجة أخرى من عمليات الخطف والقتل الطائفي الموثقة مؤخراً.
فقد خُطف رجل شيعي يُدعى علي محمد مداح من منزله في حي العباسية بحمص مساء 8 تشرين الأول/أكتوبر على يد مسلحين تابعين للأمن العام. وبحسب التقارير المحلية، سرق المسلحون أموالاً من منزله واعتدوا على النساء في داخله، قبل أن يطالبوا بفدية قدرها 600 مليون ليرة سورية (ما يعادل حوالي 55 ألف دولار).

كما عُثر على جثة علوي آخر يُدعى نضال أحمد سلوم يوم الخميس 8 تشرين الأول/أكتوبر، بعد يومين من خطفه في مدينة حماة. وكان سلوم ينحدر من بلدة المحروسة في سهل الغاب بريف حماة الغربي.

وأفاد أرشيف العدالة السوري أيضاً بفقدان الاتصال بالطفلة شام باسم علي (14 عاماً) من مدينة مصياف في ريف حماة، عند الساعة السابعة مساء من اليوم نفسه. شوهدت آخر مرة في حي التربة بجَرَمانا في ريف دمشق حيث كانت تقيم مع عائلتها.

وجاء في تقرير الأرشيف: “ما بدأ بخطف الشبان قبل آذار/مارس، تصاعد ليشمل النساء، والآن حتى الأطفال دون سن الـ18.”

وفي اليوم السابق، عُثر على جثة رجل علوي من بلدة المحروسة بريف مصياف بعد يومين من خطفه على يد مسلحين مجهولين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأشارت مصادر محلية إلى أن الرجل خُطف وقُتل بعد مغادرته مبنى فرع الأمن الجنائي في مدينة حماة عقب إنهاء بعض المعاملات.
وكتب المرصد أن “الحادثة أثارت استياءً شعبياً واسعاً نتيجة الفوضى الأمنية المستمرة في حماة، بالتزامن مع تزايد عمليات الخطف والقتل الطائفية.”

ومنذ أن استولت عصابات الجولاني الإرهابية على السلطة في دمشق في كانون الأول/ديسمبر، بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد، أصبحت الهجمات ضد العلويين وغيرهم من الأقليات الدينية شائعة.
ويقود هذه العصابات الرئيس الجديد المعيّن ذاتياً، أحمد الشرع (المعروف سابقاً بأبي محمد الجولاني)، وهو يتبنى تعاليم ابن تيمية الذي اعتبر العلويين “مرتدين يجب قتلهم”. وتشكل هذه العصابات العمود الفقري للجيش السوري الجديد وأجهزته الأمنية.

وقد استُقبل الشرع بحفاوة في نيويورك الشهر الماضي من قبل مسؤولين أمريكيين، بينهم المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية ديفيد بترايوس، وألقى كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وفي آذار/مارس، ارتكبت القوات الأمنية السورية والفصائل المسلحة المتحالفة معها مجازر راح ضحيتها ما لا يقل عن 1500 مدني علوي في عشرات المواقع على الساحل السوري.
وبعد أربعة أشهر فقط، نفذت القوات السورية مجازر مماثلة ضد أبناء الطائفة الدرزية في محافظة السويداء جنوب سوريا. ووفقاً للمرصد، بلغ عدد الضحايا 167 مدنياً على الأقل، بينهم 21 طفلاً و57 امرأة.

وفي كل من الساحل والسويداء، أعدمت قوات الأمن السورية مدنيين عُزلاً في منازلهم وفي الشوارع لمجرد انتمائهم الديني.

رابط المقالة اضغط هنا

View Source