يمكنك التواصل مع إدارة الموقع عبر البريد الالكتروني: [email protected]
الخطف بسلحب: زوجة تطلب الطلاق من زوجها تحت التهديد

نور خطفت من منزلها وقالت لزوجها “ما بعرف أنا وين، ما في وقت بس كرمال ما يعذّبوك أو يؤذوك، كرمالك أنا بطلّق، وهني عم بسجّلوا المكالمة”
جزء من تقرير جريدة النهار
لم تُختطف جميعهن من الطرقات وإنما تعرض بعضهن للخطف من داخل منازلهن، كما في قصة نور (اسم مستعار)، البالغة 29 عاماً، والتي خُطفت من منزلها عند الساعة الخامسة فجراً.
نتحفظ عن ذكر الأسماء الحقيقية حفاظاً على سلامة المخطوفات وعائلاتهن، نظراً إلى التهديدات الخطيرة التي تواجههن، منها القتل أو الأذى، في حال الإفصاح للإعلام. الوضع هشّ وخطير للغاية، حيث رفضت العديد من العائلات التحدث خشيةً على حياتها وحياة بناتها.
يروي زوج نور المقعد لـ”النهار” تفاصيل حادثة الخطف التي وقعت في منزل قريبته، حيث لجأ لحماية عائلته، ليجد نفسه محاصراً في دوامة العنف والخطف. ويقول لـ”النهار” إننا “شهدنا حملة واسعة شنها مسلحون في منطقة سلحب في سوريا، حيث ارتُكبت فظائع بشعة شملت القتل والخطف والسلب، وأصبح الوضع الأمني كارثياً بكل المقاييس”.
يوضح الزوج في حديثه لـ”النهار” بالقول “زوجتي خُطفت أمام عتبة منزلنا… ما أن فتحت الباب حتى سحبوها بقوة، ولم أستطع فعل شيء”.
هذه الزوجة والأم لطفل واحد عمره ثلاث سنوات لم يُعرف عنها شيء قبل أن يتلقى زوجها اتصالات من الجهة التي خطفتها تُطالبه بتطليقها.
يتذكّر الزوج تلك الليلة بتفاصيلها المؤلمة. “كنا أنهينا السحور في رمضان، وكعادتنا كل ليلة، تزورنا ابنة عمتي التي تسكن بجوار بيت قريبتي فجراً. عندما طرق أحدهم الباب، ظننا جميعاً أنّها هي. لكن ما أن فتحت زوجتي الباب حتى صرخت وهي تستنجد بي: “دخيلك لحقني”. زحفتُ إليها بكل ما أوتيت من قوة، فأنا مصاب بشلل في أطرافي السفلية، لكني لم ألحق بها. سمعتُ فقط صوت السيارة تهرب مسرعة، اختفت السيارة ومعها زوجتي إلى مكانٍ مجهول”.
حالة نور ليست الوحيدة في المنطقة، فقد شهدت الأحياء المجاورة على حالات اختطاف عديدة، كان آخرها قبل ليلةٍ واحدة فقط من خطف نور، وفي التوقيت نفسه تقريباً.
تلقى الزوج اتصالات من الجهة المخطوفة، وآخرها كان من زوجته نفسها التي طالبته بـ”الطلاق”. يؤكد الزوج أن “كل الاتصالات كانت تتمحور فقط حول طلب الطلاق، من دون أي حديث عن فدية مالية أو شروط أخرى، بخلاف ما يحصل مع حالات خطفٍ أخرى”.
يعيش الزوج تحت وطأة ضغطٍ نفسي هائل لإجباره على قبول الطلاق، إذ طُلب منه وفق ما يقول أن “يُنجز الطلاق بأسرع وقت ممكن وإلا ستكون حياته مهددة بالخطر”. وفي آخر اتصالٍ ورد إليه، تحدّثت زوجته معه مباشرةً، وقالت له “ما بعرف أنا وين، ما في وقت بس كرمال ما يعذّبوك أو يؤذوك، كرمالك أنا بطلّق، وهني عم بسجّلوا المكالمة”.
وعن الهدف من طلب الطلاق للمخطوفات المتزوجات، يرى الزوج أنه قد يخفي وراءه غايتين، “الأولى الترويج أمام الرأي العام والمنظمات الحقوقية لفكرة أن الزوجات يطلبن الطلاق “بإرادتهن” ونفي واقع الاختطاف وتبرئة الجهة المسؤولة. أما الغاية الثانية، فهي “تزويجهن وأخذهن كسبايا”.
وجود تواطؤ بين بعض عناصر الأمن والخاطفين، عبر التستر على الوقائع وتضليل الحقيقة، مما يعمّق الأزمة ويعقّد جهود البحث.
ثمة حالات أخرى لمخطوفات متزوجات تمّ تزويجهن قسراً، إذ تؤكد شهادات أن إحداهن “تم التكبير على رأسها” لتُعتبر شرعاً زوجة للخاطف، ولتصبح ملكاً له.
تُجبر أخريات على ممارسة ضغوط نفسية على أزواجهن لدفعهم إلى تطليقهن، في محاولة لإضفاء غطاء شرعي زائف على هذه الانتهاكات الصارخة بحق النساء.
