رويترز اختطاف نساء علويات بسوريا وطلب فدية مقابل إطلاقهن

«هي مش راجعة»: اختطاف نساء علويات من شوارع سوريا | تقرير وكالة رويترز

‏ دمشق، 27 حزيران (رويترز) – «لا تنتظروها»، هكذا قال المتصل عبر واتساب لعائلة عبير سليمان في 21 أيار، بعد ساعات من اختفائها في شوارع بلدة صافيتا السورية. «هي مش راجعة».

‏ خاطف سليمان ورجل آخر قدّم نفسه كوسيط قالا في مكالمات ورسائل لاحقة إن الفتاة البالغة من العمر 29 عامًا ستُقتل أو تُباع كجارية ما لم تدفع عائلتها فدية قدرها 15,000 دولار.

‏ في مكالمة لاحقة بتاريخ 29 أيار، من نفس الرقم الذي استخدمه الخاطف والذي يحمل رمز اتصال عراقي، قالت سليمان بنفسها لعائلتها: «أنا مش بسوريا… كل اللهجات حواليي غريبة».

‏ رويترز استمعت لتسجيلات هذه المكالمة التي سجلتها العائلة، إلى جانب حوالي 12 مكالمة ورسالة أخرى من الخاطف والوسيط، أحدهما استخدم رقمًا سوريًا.

‏ سليمان هي واحدة من ما لا يقل عن 33 امرأة وفتاة من الطائفة العلوية في سوريا (تتراوح أعمارهن بين 16 و39 عامًا) اختفين أو اختُطفن هذا العام، بحسب شهادات عائلاتهن.

‏ سقوط بشار الأسد في كانون الأول بعد 14 عامًا من الحرب الأهلية أثار موجة من العنف ضد المجتمع العلوي الذي ينتمي إليه، حيث قامت فصائل مسلحة محسوبة على الحكومة الجديدة بمهاجمة مدنيين علويين في معاقلهم الساحلية في آذار، ما أدى إلى مقتل الالاف.

‏ منذ ذلك الحين، امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بنداءات من عائلات نساء مفقودات، وأظهرت مراجعة رويترز أن هذه الحالات تقتصر على نساء علويات، دون بلاغات مشابهة من طوائف أخرى.

‏ لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة أكدت لرويترز أنها تحقق في هذه الحوادث بعد الارتفاع الحاد في التقارير، وستقدّم النتائج لاحقًا لمجلس حقوق الإنسان.

‏ عائلة سليمان اقترضت المبلغ من الجيران والأصدقاء وأرسلته إلى ثلاثة حسابات حوالات في مدينة إزمير التركية على دفعات بين 300 و700 دولار، لكن بعد تحويل المال، انقطع الاتصال مع الخاطفين، ولا تزال العائلة تجهل مصيرها.

‏ تقارير من 16 عائلة: ‏•7 من المخطوفات تم طلب فدية لإطلاق سراحهن (بين 1,500 و100,000 دولار). ‏•3 من الفتيات، من بينهن سليمان، أخبرن عائلاتهن أنهن نُقلن إلى خارج البلاد. ‏•8 منهن دون سن 18. ‏•لم يتم التحقق من كل التفاصيل، لكن رويترز راجعت 20 رسالة ومكالمة وفيديو، إلى جانب بعض إيصالات التحويلات.

‏جميع النساء اختفين في طرطوس، اللاذقية، وحماة وهي مناطق ذات غالبية علوية.

‏نصفهن تقريبًا عدن، لكن معظمهن رفضن التحدث عن التفاصيل لأسباب أمنية.

‏عائلات كثيرة أخبرت رويترز أن الشرطة لم تتعامل بجدية مع البلاغات، ولم تُفتح تحقيقات حقيقية.

‏ الرد الرسمي: ‏•الحكومة السورية لم ترد على طلبات التعليق. ‏•أحمد محمد خير، المتحدث باسم محافظ طرطوس، نفى أن يكون هناك استهداف طائفي، وقال إن معظم الحالات تعود لخلافات عائلية أو هروب طوعي. ‏•متحدث باسم محافظة اللاذقية كرر نفس الكلام، مدعيًا أن بعض الفتيات يهربن مع عشّاقهن وتُفبرك العائلات قصص اختطاف. ‏•المسؤول في حماة رفض التعليق. ‏•عضو لجنة التحقيق التي شكّلها الرئيس الجديد أحمد الشرع حول مجازر العلويين رفض هو أيضًا التعليق.

‏ أمثلة مؤلمة: ‏•زينب غدير (17 عامًا) خُطفت وهي في طريقها إلى المدرسة. خاطفها أرسل رسالة تهديد من هاتفها يقول: “ما بدي شوف صورة وحدة إلها، والله ببعتلكم دمها”. ‏•خزامى نايف (35 عامًا)، أُم لخمسة، خُطفت من ريف حماة بعد تخديرها، بقيت محتجزة 15 يومًا ودُفعت فدية 1,500 دولار. عادت مصدومة نفسيًا. ‏•دعاء عباس (29 عامًا)، خُطفت من أمام منزلها في بلدة سلحب.

‏ بعض الحالات المثيرة للجدل: ‏•ثلاث نساء تم الإبلاغ عن اختفائهن ظهرن لاحقًا وقالوا إنهن لم يُختطفن. ‏•إحداهن (16 سنة من اللاذقية) نشرت فيديو تقول فيه إنها هربت لتتزوج رجلًا سنيًا، لكن عائلتها نفت، وأكدت أنها أُجبرت على الزواج وأُمرَت بالكذب. ‏•حالتان أخريان (فتاة 12 سنة وامرأة 23 سنة) قالتا لقنوات عربية إنهما ذهبن طوعًا إلى حلب ودمشق، لكن واحدة منهن قالت إنها تعرضت للضرب في شقة قبل الهرب.

‏ مخاوف من تكرار تجربة داعش: ‏•العلويون يتخوفون من مصير شبيه بمصير الإيزيديين تحت تنظيم داعش، حيث تم استعباد آلاف النساء. ‏•نغم شادي (23 سنة) اختفت هذا الشهر بعد ذهابها لشراء الحليب من قرية البياضية. والدها أخبر رويترز أن العائلة أُجبرت سابقًا على النزوح بعد هجمات طائفية. ‏“شو منعمل؟ منتركها لرب العالمين” – قال والد نغم